العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
تطلب تعدين العملات المشفرة في لبنان الكثير من العمل، حيث يقول أحمد أبو ضاهر، البالغ من العمر 22، أنه يعمل وفريقه المكون من أكثر من 40 موظف لبناني وسوري الجنسية، على مدار الساعة لإدارة آلاف الآلات في جميع أنحاء البلاد.
حيث قال أبو ضاهر لشبكة CNBC:
“لا نستطيع النوم، ولا يمكننا الحصول على أي استراحة، إنها الساعة 2:36 صباحاً بتوقيت لبنان، وفريقي ما زال مستيقظ، حيث تعمل مناوبتنا 16 ساعة في اليوم، وأحياناً تصل إلى 18 أو 19 ساعة”.
فيما يمتزج صوت أبو ضاهر مع أصوات طنين الآلات في الخلفية، وهي تقوم بمعالجة الآلاف من المعادلات الرياضية المعقدة، لإنتاج مزيج من العملات المشفرة، التي تشكل مصدر حيوي للدخل، في بلد لم يعد فيه تحصيل المال منطقياً.
الجدير بالذكر، أنَّ لبنان كان يتباهى سابقاً بقطاع مصرفي مزدهر ومرن، اجتذب النخبة في العالم. ولكن بعد عقود من الحرب، وقرارات الإنفاق السيئة من قبل الحكومة، والسياسات المالية التي قارنها البنك الدولي بمخطط بونزي، فإن اقتصاد البلاد في حالة خراب.
حيث فقدت العملة المحلية أكثر من 95% من قيمتها منذ عام 2019، وانخفض الحد الأدنى للأجور إلى 17 دولار شهرياً، كما أنَّ المعاشات التقاعدية بلا قيمة تقريباً، وأرصدة الحسابات المصرفية ليست سوى أرقام على الورق.
من جهة أخرى، تقوم البنوك بالاغلاق دون سابق إنذار، وغالباً ما تكون أجهزة الصراف الآلي إما خالية من المال أو خارجة عن الخدمة تماماً، بسبب انقطاع التيار الكهربائي على مستوى لبنان.
وعندما يتمكن السكان المحليون من الوصول إلى حساباتهم، فإنهم اعتادوا سحب الأموال أقل بنسبة 15% من قيمتها الأصلية.
في ظل ماسبق، قام أبو ضاهر بدخول مجال تعدين العملات المشفرة منذ أكثر من عامين بقليل. حيث بدأ هو وصديقه بثلاث آلات تعمل بالطاقة الكهرومائية في الزعرورية، وهي بلدة تقع على بعد 30 ميلاً جنوب بيروت في جبال الشوف:
“عندما بدأنا، كانت فكرتنا الرائعة هي كسب المال أثناء النوم أو تناول الطعام، أما في الوقت الحاضر، فنحن متصلون بالإنترنت 20 ساعة في اليوم”.
وأضاف أبو ضاهر، وهو مهندس معماري، أنَّ العديد من طلاب الجامعة الآخرين غير قادرين على العثور على عمل بعد التخرج، لذلك أدرك أنه يجب أن يكون استباقياً، ويعلّم نفسه المهام الفنية المختلفة من خلال مشاهدة مقاطع فيديو يوتيوب.
في السياق نفسه يقول أبو ضاهر أنه يجني حوالي 20 ألف دولار شهرياً، حيث يملك حوالي 400 مزرعة تشفير، وما بين 5 و 100 آلة لكل منها، في 42 قرية في جميع أنحاء لبنان، وتعمل بمزيج من الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية والوقود.
وعادةً ما تأتي نصف هذه العائدات من التعدين، والنصف الآخر من بيع الآلات وتداول العملات المشفرة.
وعندما طلبت CNBC بيانات صرف العملات المشفرة ونسخاً من أرصدة البنوك لتأكيد التقدير، قال أبو ضاهر أنه تم تجميع الرقم المذكور من التداول والتعدين وبيع الآلات، في مزيج من المعاملات التي تنطوي على النقد والشيكات وعملة تيتذر كمحفظات تشفير متعددة.
من جهته قال الصحفي في صحيفة لورينت توداي L’Orient Today، محمد الشماع، الذي كتب سابقاً عن مزارع أبو ضاهر للتعدين:
“عندما توقف أحمد في سيارة رينج روفر بيضاء ليحيينا ويأخذنا في جولة في المدينة، تأثرت نوعاً ما،
فأنا كنت أعرفه قبل جائحة كورونا، عندما كان طالباً جامعياً في قسم الهندسة المعمارية، وكنت مساعده الفني، ويبدو أنَّ عمل التشفير قد أفاده بشكل كبير”.
يمكنك مشاركة العمل على