يُعرف عن شركة أبل أنها تستغل مكانتها القوية في عالم برمجيات الهواتف المحمولة، ومع ذلك تصرفت أبل بأسلوبٍ تقييدي هادئ دون مواجهة الجمهور فيما يتعلق بالتقنيات المرتبطة بالبلوكتشين، ومنها العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال NFT.
العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
لكن زخم الرموز غير القابلة للاستبدال في الأشهر الأخيرة- رغم هبوط سوق التشفير عموماً- دفع بأبل لتغيير بعض سياساتها من أجل استهداف الرموز غير القابلة للاستبدال بصورةٍ مباشرة.
ولا يُمكن وصف تلك التغييرات بأنها صديقةٌ للرموز غير القابلة للاستبدال، بحسب موقع Bitcoinist الأمريكي.
الإضافات الجديدة لسياسة أبل.. أو القيود التي سيجري تطبيقها
بدأت التكهنات، في أواخر سبتمبر/أيلول، بأن شركة التقنية المهيمنة ستفتح أبوابها أمام التطبيقات القائمة على الرموز غير القابلة للاستبدال، داخل متجر التطبيقات “آب ستور”. وأثارت تلك التكهنات ردود أفعالٍ متضاربة، إذ لا شك أنه من الإيجابي أن يشاهد أنصار الرموز غير القابلة للاستبدال شركات تقنية كبيرة تهتم برموزهم، لكن رسوم أبل الباهظة بنسبة 30% تقريباً تُعتبر غير مستدامة، وغير مرغوبة، وغير منطقية من وجهة نظر مجتمعات الرموز غير القابلة للاستبدال بشكلٍ عام.
وبعد تطبيق تغييرات السياسة رسمياً الآن، سنسلط الضوء على ثلاثة أعمدة أساسية لتلك التغييرات حتى نُلخِّص لك ما تحتاج لمعرفته:
يُسمح بـ”سكّ، وإدراج، وتحويل” الرموز غير القابلة للاستبدال: نعم، هذا صحيح. إذ سمحت أبل باستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال رسمياً، ولا شك أنه مكسبٌ كبير لأنظمة البلوكتشين التي تبني منصات وخدمات للهواتف المحمولة.
سيقتصر بيع الرموز غير القابلة للاستبدال على عمليات الشراء داخل التطبيق فقط: ننتقل الآن إلى الجانب الأقل إثارة، إذ ذكرنا في تقريرنا، الشهر الماضي، أن أبل ستقيد أي معاملات مالية لتقتصر على خاصيتها داخل التطبيق؛ ما يعني تطبيق رسوم تحصيل بنسبة 30% تقريباً على تلك المعاملات. ولا يُسمح باستخدام الروابط الخارجية، أو إضافة أزرار تؤدي إلى مصادر خارج التطبيق، أو توجيه المستخدمين للشراء من خارج التطبيق. ومثلت هذه المسألة نقطة خلافٍ قديمة للشركات الكبرى، حتى من الجيل الثاني للويب، ومنها Epic Games، التي دخلت في نزاعٍ قضائي لإعفاء مشتريات لعبة Fortnite من رسوم أبل الباهظة (لكنها لم تحقق نجاحاً كبيراً).
ملكية الرمز غير القابل للاستبدال داخل التطبيق لا يمكن أن “تفتح مزايا أو وظائف” داخل أي تطبيق: وتستمر القيود. حيث يؤدي هذا القيد تحديداً إلى الإطاحة بواحدةٍ من أكبر نقاط بيع العديد من مجموعات ومشروعات الرموز غير القابلة للاستبدال. ولن يكون بالإمكان الوصول إلى أي مزايا أو وظائف إضافية على الهاتف المحمول من خلال الرموز غير القابلة للاستبدال داخل التطبيق، بسبب هذا التعديل في سياسة أبل، التي تتطلع على الأرجح إلى تقييد تأثيرات الرموز غير القابلة للاستبدال داخل التطبيقات.
ويمكننا الثناء إجمالاً على اهتمام أبل بالرموز غير القابلة للاستبدال تحديداً، لكن غالبية أعضاء مجتمع الرموز غير القابلة للاستبدال لن يجدوا ضالتهم في تغييرات السياسة الأخيرة من الشركة.
الصورة الكبيرة
رغم صرامة التغييرات الأخيرة، لكن اعتراف أبل بالرموز غير القابلة للاستبدال بهذه الطريقة يُعتبر حدثاً يستحق الاهتمام؛ إذ تأتي الخطوة في خضم نقاش المجتمع التقني والشبكات الاجتماعية للأصول المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال، حيث أثارت الشبكات الاجتماعية ضجةً خلال الأسبوع الماضي في هذا الصدد، وخاصةً تويتر وريديت.
إذ أشارت التقارير إلى أن منصة تويتر تعمل على إطلاق محفظة مشفرة لمستخدميها، بينما احتلت ريديت عناوين الأخبار بفضل مشروعها الأساسي للرموز غير القابلة للاستبدال: “مقتنيات الأفاتار Collectible Avatars”. ولن نتحدث عن جانب الرموز غير القابلة للاستبدال الخاص برموز ريديت (القائمة على شبكة بوليغون Polygon)، لكن الشبكة الاجتماعية وجدت طريقةً ناجحة للغاية لـ”نشر” الرموز غير القابلة للاستبدال بأسلوبٍ لا مثيل له تقريباً. ونريد هنا أن نقول إن المجال التقني والشبكات الاجتماعية يشهدان نشاطاً كبيراً.
بينما تلقت شركة ميتا (أو فيسبوك سابقاً) العديد من الانتقادات المشابهة لانتقادات أبل. إذ تتقاضى ميتا “رسوم منصة الأجهزة” عن منتج الواقع الافتراضي الخاص بها “ميتا كويست”، والتي تُشبه رسوم المعاملات داخل التطبيق من أبل (بنسبة 30% تقريباً). كما تُضيف ميتا 20% إضافية على معاملات ميتافيرس هورايزون وولردز Horizon Worlds.
وبعيداً عن الشبكات الاجتماعية، تطلعت العديد من الشركات التقنية التقليدية لدخول عالم التشفير، لكن تقدمها كان بطيئاً بسبب تفاعل أبل الضعيف حتى اليوم. فبعيداً عن النهج التقييدي الذي تسلكه أبل بسياسات الرموز غير القابلة للاستبدال الجديدة، اضطرت الشركة مؤخراً لمواجهة دعوى جماعية بسبب التطبيقات “المزيفة”، وتعرضت للتدقيق من مجلس الشيوخ بسبب احتيال تطبيقات التشفير عموماً.
ولا تزال هناك العديد من النزاعات التي ستواجهها أبل، وهو ما سيسلط ضوءاً أكبر على تمسكها بفرض الرسوم الباهظة داخل التطبيقات. وليست هذه مشكلةً للجيل الثالث للويب فقط، بل أعربت العديد من العلامات التجارية في الجيل الثاني للويب عن استيائها من “ضريبة أبل” وميولها التقييدية. وسنرى كيف ستمضي الأمور بالنسبة للجيل الثالث للويب عندما يحين الوقت المناسب.
يمكنك مشاركة العمل على