أظهر تقرير صادر عن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC، أنَّ 32% من الضحايا من بين جميع مستثمري العملات المشفرة الذين أبلغوا عن تعرضهم للخداع على وسائل التواصل الاجتماعي، يعتقدون أنَّ عمليات الاستغلال نشأت عبر تطبيق انستغرام Instagram.
العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
حيث كانت نتائج التقرير كافية للعديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، لإصدار رسالة مشتركة إلى الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta، مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، يشككون فيها بجهود شركته لمكافحة عمليات احتيال التشفير على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بما في ذلك فيسبوك Facebook وانستغرام Instagram وواتساب WhatsApp.
حيث قال المشرّعون في رسالتهم الشهر الماضي:
“نحن نشعر بالقلق من أن شركة ميتا Meta توفر أرضية خصبة للاحتيال في العملة المشفرة، والذي يتسبب في ضرر كبير للمستهلكين”.
الجدير بالذكر، أنَّ منصات الوسائط الاجتماعية هذه (انستغرام على وجه الخصوص) قد أصبحت نقطة ساخنة لمخادعي التشفير، الذين يخدعون المستثمرين بأموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس. حيث يقوم بعض المحتالين باختراق حساب انستغرام، ويرسلون رسائل إلى أصدقاء الضحية، ويطلبون منهم تنفيذ مهام عشوائية.
وبدورهم يقوم الأفراد غير اليقظين بتنفيذ ما يُطلب إليهم، دون أن يعلموا أنهم أصبحوا لعبة في أيدي المحتال، حيث تسمح هذه المهام عادةً للمحتالين بالتحكم في المزيد والمزيد من حسابات انستغرام، والتي ينشرون من خلالها مشاريع تشفير مزيفة، ويخدعون المستثمرين المطمئنين لتسليم أموالهم.
وقد حدث ذلك لـ بريكشا كاسب Preksha Kasbe، وهي طالبة تبلغ من العمر 25 عاماً من مدينة بيون الهندية. حيث تلقت كاسب Kasbe رسالة مباشرة من صديقة المدرسة القديمة سونالي Sonali.
وبعد تبادل المجاملات المعتادة، قامت سونالي بتحويل المحادثة إلى استثمارات العملات المشفرة، وكيف أنها غيرت حياتها بالكامل. الأمر الذي أعجب كاسب باحتمالية كسب المال السريع، وحملها على المتابعة مع سونالي فيما يتعلق باستثماراتها.
من جهة أخرى، عملت سونالي على إقناع كاسب أن الأمر كان سهلاً، فكل ما احتاجت إليه هو ربط عنوان بريد إلكتروني محدد بحسابها على انستغرام. وبمجرد توصيل كاسب لعنوان البريد الإلكتروني هذا، حدثت الكارثة.
حيث تم اختراق حسابها، وبدأ المخادع في نشر لقطات شاشة مزيفة لكيفية ثراء كاسب، بعد اتباع نصيحة استثمار التشفير من رجل يدعى أنا Anna وهو المحتال المزعوم. الأمر الذي شجع أصدقاء كاسب على استثمار أموالهم في العملة الاحتيالية.
وبعد البحث، تمكنت كاسب من الاتصال بـ سونالي، واتضح أن حسابها قد تم اختراقه أيضاً بنفس الطريقة، حيث قالت كاسب أن هذا يبدو وكأنه سلسلة من عمليات الاحتيال.
في سياق مختلف، يتظاهر المحتالون في نوع آخر من الاستغلال بأنهم خبراء، ويطلبون من المستخدمين الاستثمار في منصات التشفير المعروفة، ويستخدم المحتالون روابط وهمية ومواقع ويب مشابهة، لتوجيه أموال المستخدم إلى مكان آخر.
وهذا ما حدث مع المتداول في سوق الأسهم في مدينة جايبور الهندية، فيفان ديسوزا Vivan D’Souza، البالغ من العمر 27 عاماً.
حيث تلقى ديسوزا D’Souza أيضاً رسالة مباشرة على انستغرام، لكن هذه المرة من خبير تشفير مفترض، وطلب منه هذا الشخص الاستثمار في بينانس Binance، أكبر بورصة عملات رقمية في العالم.
وبعد عدة أيام من المحادثة والمداولات، قرر ديسوزا أخيراً الاستثمار في المنصة وتخصيص 10 آلاف روبية، وبعد إجراء الدفع، أدرك ديسوزا أنه موقع ويب مزيف، يعكس شكل ومظهر بورصة بينانس، حيث خسر استثماره ولم يتلق قط عملة واحدة.
كما ويوجد استغلال شائع آخر، هو مخطط بيتكوين المجاني، حيث يتواصل المحتالون مع مستخدمي انستغرام، ويعدوهم بتزويدهم بعملات بيتكوين المجانية. ولكن يتوجب دفع رسوم صغيرة لاستلام عملات بيتكوين المجانية تلك. وبالطبع لن يستجيب المحتال بعد استلام الدفعة.
البقاء في مأمن من عمليات احتيال العملات المشفرة على انستغرام
أولاً وقبل كل شيء، لا تكشف أبداً عن تفاصيلك للأشخاص عبر الإنترنت، فلن تطلب المنصات الموثوقة معلومات حساسة أبداً، خاصة عبر منتدى عام مثل انستغرام.
وفي حال تلقيت رسائل بخصوص عروض من بورصة موثوقة أو مشاريع تشفير، فقم بزيارة الموقع الرسمي للمنصة وصفحة تويتر للتحقق من شرعية العرض.
قم أيضاً بفحص أي روابط تتلقاها بحثاً عن أخطاء إملائية صغيرة أو اختلافات، حيث يقوم المحتالون بإنشاء ونشر روابط مزيفة، تشبه إلى حد بعيد مواقع الويب الأصلية للبورصات أو منصات التداول الفعلية.
وغالباً ما ينتهي الأمر بالمستخدمين الذين يفشلون في تحديد هذه الروابط المزيفة إلى خسارة أموالهم. ومن الأفضل تجنب النقر فوق الروابط من حسابات غير معروفة تماماً، والتي عادة ما تكون محاولات تصيد، أو تؤدي إلى تجميع البيانات.
ختاماً، قد تزداد عمليات احتيال العملات المشفرة تعقيداً يوماً بعد يوم، ولكنها في النهاية تعتمد عليك في نجاحها. فإذا تجاهلت الرسائل الغريبة والروابط المشبوهة، فستنتهي محاولة الاحتيال قبل أن تبدأ.
يمكنك مشاركة العمل على
