في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على أداء البيتكوين في الربع الثالث من هذا العام، فقد كان أداء البيتكوين قليل التذبذب وساده الهدوء بعض الشيء.
يمكننا أن نصف تذبذب البيتكوين في هذا الربع بأنه كان شبه مستقر، مقارنة بالنصف الأول من هذا عام. وبرغم الضجيج الجيوسياسي والاقتصادي الذي حصل في الربع الثالث، إلا أن البيتكوين استطاع التماسك في قيمته فوق مستويات 18 ألف دولار أمريكي.
العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
كانت قيمة البيتكوين في الربع الثالث محصورة في قناة عرضية هبوطية بين 18 و25 ألف دولار أمريكي، حيث كان البيتكوين يترنح بين هذه المستويات، أي أن التذبذب كان محصوراً بمقدار 7 آلاف دولار أمريكي.
البيتكوين من منظور فني للربع الثالث كان أداء البيتكوين فنياً لشهر يوليو/تموز محصوراً فوق مستويات 18 ألف دولار أمريكي إلى مستويات أقل من 25 ألف أمريكي، وكان أداء البيتكوين فنياً لشهر أغسطس/آب محصوراً فوق مستويات 19 ألف دولار أمريكي إلى مستويات أكثر من 25 ألف أمريكي، أي كان تذبذب البيتكوين مقارباً جداً لشهر يوليو/تموز.
أيضاً كان البيتكوين فنياً لشهر سبتمبر/أيلول أقل تذبذباً من الشهرين السابقين، وانحصرت قيمة البيتكوين فوق مستويات 18 ألف دولار أمريكي إلى مستويات أقل من 23 ألف دولار أمريكي. هذا يدل على وجود مقاومة شهرية قوية بحدود مستويات 25 ألف دولار أمريكي، وعجز البيتكوين عن كسر هذا المستوى.
بالمقابل أيضاً كان هناك دعم قوي للبيتكوين بحدود مستويات 18 ألف دولار أمريكي، إذ استطاع البيتكوين أن يتماسك فوق هذه مستويات في غضون ثلاثة أشهر الماضية، وهذا يعني وجود دعم ومقاومة قوية لم يتم كسرها في غضون الربع الثالث لهذا العام.
البيتكوين من منظور أساسي “اقتصادي” للربع الثالث كعادة البنوك المركزية وعلى رأسها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مستمرون في تشديد سياستهم النقدية عبر رفع معدلات الفائدة، من أجل مكافحة التضخم.
وفي الربع الثالث شاهدنا البنك المركزي الأوروبي دخل خط المواجهة واصطف مع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يسير على خطى سياسة نقدية عنيفة وحدية. وذلك لأن القارة العجوز تدفع ثمن نيران حرب روسية الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم في عموم أوروبا إلى مستويات قياسية بفعل ارتفاع أسعار الطاقة وعلى رأسها الغاز.
دراما الحرب الروسية-الأوكرانية في فترة الربع الثالث كانت مثيرة، إذ شاهدنا تحرير جزء من الأراضي الأوكرانية. وبالمقابل أيضاً شاهدنا في نهاية سبتمبر/أيلول إعلاناً من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانضمام أربع مناطق أوكرانية لروسيا.
أيضاً حدوث تسريب خط غاز نوردستريم الذي يمتد عبر بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا، كل هذا الضجيج حصل في الربع الثالث. هذه الأحداث ضغطت على البنك المركزي الأوروبي بأن يشدد سياسته النقدية، إذ أقدم على أول رفع لمعدلات الفائدة في شهر يوليو/تموز ورفع 50 نقطة أساس، من أجل مكافحة معدلات التضخم.
أيضاً رفع البنك المركزي الأوروبي في شهر سبتمبر/أيلول معدل الفائدة للمرة الثانية على التوالي بـ75 نقطة أساس إلى 1.25%، أي أن البنك المركزي الأوروبي رفع 50 نقطة أساس و75 نقطة أساس على التوالي خلال الربع الثالث.
ورغم ذلك، يواصل التضخم الوصول إلى مستويات قياسية، إذ بلغ معدل التضخم في القارة العجوز لشهر أغسطس/آب 9.1%، ولم يكتف معدل التضخم إلى هذه المستويات، حيث واصل الارتفاع في شهر سبتمبر/أيلول، ووصلت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في نهاية الربع الثالث؛ حيث وصل التضخم إلى مستويات 10%.
البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الربع الثالث كالعادة كان في كل اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يرفع 75 نقطة أساس، لكن معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الربع الثالث في شهر يوليو/تموز تراجعت قليلاً بفعل انخفاض أسعار الطاقة وقوة الدولار الأمريكي.
وحيث إن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي CPI لشهر يوليو/تموز في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي من خلاله يقيس معدلات التضخم، انخفض من 9.1% إلى 8.5%، لكن في شهر أغسطس/آب استقرت معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية فوق مستويات 8% ولم تنخفض وكانت فوق التوقعات، مما ضغط على البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الأخير في شهر سبتمبر/أيلول برفع 75 نقطة أساس، لتصبح معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية 3.25%.
كل هذه التداعيات كان لها أثر كبير على أسواق المال، إلا أن عملة البيتكوين كانت هادئة والأسواق لم تعتد على هذا الهدوء من قبل في تذبذبات عملة البيتكوين.
فهل سيتماسك البيتكوين فوق مستويات 18 ألف دولار أمريكي خلال الربع الرابع أم ستبدأ مرحلة هبوطية جديدة للبيتكوين مستهدفة 10 آلاف دولار أمريكي؟
يمكنك مشاركة العمل على