تغيرت طبيعة مزيج الطاقة الكهربائية لتعدين البيتكوين (BTC) بشكلٍ كبير على مدار السنوات القليلة الماضية. وتشكل الطاقة النووية والغاز الطبيعي أسرع مصادر الطاقة نمواً في إمداد عمليات تعدين البيتكوين بالكهرباء اللازمة، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة مؤخراً.
حيث نشر مركز كامبريدج للتمويل البديل، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول تحديثاً كبيراً لمصدره الخاص ببيانات تعدين البيتكوين، وهو مؤشر كامبريدج لاستهلاك البيتكوين للكهرباء، بحسب ما نقله موقع Cointelegraph الأمريكي.
العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
وأفادت بيانات المركز بأن الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز الطبيعي، شكّل نحو ثلثي مزيج الطاقة الإجمالي لعملة البيتكوين حتى يناير/كانون الثاني عام 2022، بنسبة تتجاوز الـ62%. وبالتالي وصلت حصة مصادر الطاقة المستدامة في مزيج طاقة البيتكوين إلى 38%.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الفحم مثّل بمفرده نحو 37% من إجمالي استهلاك البيتكوين للطاقة حتى أوائل 2022، ليصبح أكبر مصدر طاقة منفرد يُستخدم في تعدين البيتكوين. بينما كانت الطاقة الكهرومائية من أكبر مصادر الطاقة المستدامة، بحصةٍ بلغت 15% تقريباً.
ويعتمد تعدين البيتكوين على الفحم والطاقة الكهرومائية بدرجةٍ كبيرة، لكن حصتهما في مزيج طاقة البيتكوين بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة. حيث وصلت حصة الفحم في عمليات تعدين البيتكوين العالمية إلى 40% عام 2020. بينما تراجعت حصة الطاقة الكهرومائية بأكثر من النصف بين عامي 2020 و2021، حيث انخفضت من 34% إلى 15%.
الغاز والطاقة النووية وعلى النقيض، ارتفع دور الغاز الطبيعي والطاقة النووية في تعدين البيتكوين بصورةٍ ملحوظة على مدار العامين الماضيين؛ حيث زادت حصة الغاز الطبيعي في خليط طاقة البيتكوين من 13% عام 2020، إلى 23% عام 2021. بينما ارتفعت حصة الطاقة النووية من 4% عام 2021 إلى نحو 9% عام 2022.
وأفاد محللو المركز بأن انتقال المعدنين الصينيين للخارج كان من أهم أسباب التقلبات الحادة في مزيج طاقة البيتكوين بين عامي 2020 و2021؛ إذ شنّت الصين حملةً على مجال التشفير عام 2021، وأدت هجرة المعدنين بعدها إلى انهيار كبير في حصة الطاقة الكهرومائية من مزيج طاقة البيتكوين. وأغلقت السلطات الصينية عدداً من مزارع تعدين العملات المشفرة التي كانت تعمل بالطاقة الكهرومائية عام 2021.
وأوضحت الدراسة: “يمكن القول إن حظر الحكومة الصينية لتعدين العملات المشفرة، وانتقال نشاط تعدين البيتكوين إلى دول أخرى نتيجةً لذلك، أثر بالسلب على البصمة البيئية للبيتكوين”.
كما أكّد المحللون أن مزيج طاقة البيتكوين يتنوع بدرجة كبيرة بناءً على المنطقة؛ إذ لا تزال دول مثل كازاخستان تعتمد على الوقود الأحفوري بصورةٍ كبيرة. بينما تصل حصة مصادر الطاقة المستدامة المستخدمة في توليد الكهرباء بدول أخرى مثل السويد إلى نحو 98%.
ولا شك أن زيادة حصة الطاقة النووية والغازية في مزيج طاقة البيتكوين تعكس “تحول طاقة التعدين إلى الولايات المتحدة” بحسب المحللين؛ حيث كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن غالبية كهرباء البلاد يجري توليدها بالغاز الطبيعي، الذي تتجاوز حصته الـ38% من إنتاج الكهرباء الإجمالي في البلاد. في ما شكّلت حصة الفحم والطاقة النووية 22% و19% على الترتيب.
تعدين البتكوين ووجدت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بتعدين البيتكوين شكّلت 48 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (MtCO2e) حتى 21 سبتمبر/أيلول عام 2022. ويعتبر هذا الرقم أقل بـ14% من انبعاثات الغازات الدفيئة التي كانت متوقعةً عام 2021. وتُشير تقديرات الدراسة إلى أن معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالبيتكوين حالياً تمثل نحو 0.1% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
وإذا جمعنا كافة النتائج السابقة، فسنجد أن تقديرات المؤشر تحدد مساهمة شبكة البيتكوين بـ199.6 طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون منذ إنشائها وحتى منتصف سبتمبر/أيلول. وأكّد المحللون أن نحو 92% من إجمالي الانبعاثات حدثت منذ عام 2018.
ويُذكر أن مركز كامبريدج للتمويل البديل يعمل على مؤشر كامبريدج لاستهلاك البيتكوين للكهرباء باعتباره جزءاً من مبادرة بحثية تمتد لعدة سنوات، وتُعرف باسم برنامج كامبريدج للأصول الرقمية. وتضم قائمة المؤسسات المالية المساهمة في برنامج كامبريدج للأصول الرقمية كلاً من British International Investment، ومركز دبي المالي العالمي، وAccenture، وEY، وFidelity، وماستركارد، وفيزا، وغيرها.
وتختلف نتائج برنامج كامبريدج للأصول الرقمية بشكلٍ ملحوظ عن نتائج مجلس تعدين البيتكوين، الذي قدّر حصة المصادر المستدامة في مزيج طاقة البيتكوين بنحو 60% في يوليو/تموز.
بينما صرح بن جاغنون، رئيس التعدين في Bitfarms، لموقع Cointelegraph الأمريكي في أغسطس/آب: “لا تشمل هذه التقديرات الطاقة النووية أو الوقود الأحفوري، ولهذا يمكن أن الاستنتاج ضمنياً أن الوقود الأحفوري يمد ما يتراوح بين 30% و40% من الصناعة بالطاقة”.
في ما أفاد أليكساندر نيومولر، رئيس مشروع مؤشر كامبريدج، بأن منهج برنامج الأصول الرقمية يختلف عن مجلس تعدين البيتكوين على صعيد تقديرات مزيج طاقة العملة المشفرة.
حيث أوضح: “نستخدم المعلومات الواردة من خارطة التعدين الخاصة بنا حتى نعرف مواقع معدني البيتكوين، ثم نفحص مزيج الكهرباء الخاص بالدولة أو الولاية أو المحافظة. لكن مجلس تعدين البيتكوين يعتمد حسب معلوماتي على مطالبة أعضائه بالإبلاغ عن هذه البيانات ذاتياً في استطلاع للآراء”. وأشار نيومولر رغم ذلك إلى وجود بعض الفوارق الدقيقة الناتجة عن قلة بيانات الدراسة.
يمكنك مشاركة العمل على