فاينانشيال تايمز: العملات الرقمية تفشل فى لعب دور الذهب

  • أخبار

  • I

م تعد العملات الرقمية على هامش النظام المالى، حسبما يقول صندوق النقد الدولى، الذى أشار فى مدونة حديثة إلى أن أمثال عملة «بيتكوين» قد تطورت من فئة أصول غامضة يستخدمها عدد قليل إلى جزء لا يتجزأ من ثورة الأصول الرقمية.

واجتاح ملايين المستثمرين الحماس تجاه العملات الرقمية، خاصة الكثير من المدخرين الأفراد الذين أغرتهم أسعارها المرتفعة.

انخفاض أسهم شركات التعدين مع اقتراب حدث تخفيض قيمة البيتكوين إلى النصف

تقلبات حادة في سوق العملات الرقمية: بين التحليل الفني و التحليل الاساسي

‏Worldcoin يثير جدلاً واسعًا لجمعه بيانات قزحية العين مقابل العملة المشفرة

توجه صيني لزيادة الاستثمار في البيتكوين

بيع الولايات المتحدة للبيتكوين يثير قلق المستثمرين

العملات المشفرة تحقق ارتفاعًا هائلاً في الربع الأول من عام 2024

منصات ثورية تُمكن المستخدمين من السيطرة على هوياتهم الرقمية في عصر الويب 3

‏SWIFT تدخل سباق العملات الرقمية للبنوك المركزية ومنصة مال تطلق عملتها الرقمية الرسمية

ويدعى البعض أنه فى عالم ما بعد وباء «كورونا»، يمكن أن تحل عملة «بيتكوين» محل الذهب كأصل يختاره المستثمرون لمعالجة المخاطر الشديدة، وعدم استقرار الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية من النوع الذى تجسده الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال تايلر وينكليفوس، رائد أعمال تكنولوجى، إن «فرضيتنا الأساسية عن بيتكوين هى أنها أفضل من الذهب».

ومع ذلك، ينبغى للمستثمرين أن يكونوا حذرين من مثل هذه الادعاءات بالنظر إلى منشأ الذهب الذى يعود إلى آلاف الأعوام، كما أن العوامل التاريخية والثقافية ستلعب دوراً في تصورات المزايا النسبية لكلا الأصلين.

وبعد كل شىء، كان الذهب طيلة العصور رمزاً للقوة والثروة والبقاء والجمال، لكن بالنسبة للكثيرين فى العالم الحديث سيظل الهدف الأساسى للتراكم الرأسمالى، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.

وعلاوة على ذلك، تأثر أى ادعاء بأن «بيتكوين» قد تكون وسيلة تحوط جيوسياسية بشدة؛ بسبب أدائها فى بداية حرب أوكرانيا، فقد انخفضت قيمة «البيتكوين» كثيراً من أعلى مستوياتها القياسية فى نوفمبر، بينما تعززت قيمة الذهب فى ظل هبوط الأسواق.

وبالنسبة إلى الروس والأوكرانيين، من المفارقات أن «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية كانت بمثابة مخزن حقيقي للقيمة مقابل عملاتهم الورقية المحلية المتدهورة – وهي عملات غير مدعومة بأصول حقيقية مثل الذهب أو السلع – وسمحت لهم بتجاوز أنظمتهم المالية التقليدية الهشة.

وفى الوقت نفسه، ظهر استخدام جديد لـ”العملات الرقمية”؛ حيث جمعت حكومة أوكرانيا أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات بـ”العملات الرقمية” من جميع أنحاء العالم لتمويل دفاعاتها، واكتشف اللاجئون الأوكرانيون أن تحويل أموالهم إلى عملة رقمية على الهاتف يوفر عملة محمولة أكثر سهولة من الذهب.

وما لا يمكن إنكاره بشأن التاريخ القصير لـ”العملات الرقمية” هو أنه ملىء بالضجة بناءً على إمكانات تكنولوجيا «بلوكتشين» لتحويل صناعة الخدمات المالية من خلال ما يسمى التمويل اللامركزى.

وتساعد هذه الإمكانات المبتكرة على تفسير الاهتمام الأخير لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة فى وادى السيليكون، الذين يستهدفون دعم ثورة التكنولوجيا الرقمية التى من المحتمل أن تعطل مجموعة من الصناعات من الأعمال المصرفية إلى الألعاب إلى الاتصالات.

ومن وجهة نظر المصرفيين المركزيين، هناك أيضاً ضجة سلبية ناشئة عن الترابط بين أسواق التشفير والأسواق التقليدية التى قد تسمح بنقل الصدمات المزعزعة للاستقرار، ثم هناك مخاطر الجريمة مثل غسل الأموال.

وفي الواقع، هناك قواسم مشتركة كثيرة بين «بيتكوين» والمعدن الأصفر، على الأخص فى امتلاك القليل من القيمة الأساسية أو عدم امتلاكها إطلاقاً وعدم توليد أى تدفق للدخل، حيث تنبع القيمة التي يمتلكانها من اعتقاد مشترك من عدد كاف من الناس بأنهما أصلان قيمان.

ويذكر أن أحد الأسباب المهمة التى تجعل المستثمرين يتدفقون إلى البيتكوين والذهب هو ندرتهما المتأصلة، إجمالي مخزون الذهب فوق الأرض لا يزيد كثيراً على 200 ألف طن مترى، وهذا كبير جداً بالنسبة إلى كمية الذهب الجديدة التي يمكن استخراجها وتنقيتها فى عام، لكن زيادة المخزون أمر مكلف للغاية.

وهذا يجعل الذهب جذاباً بشكل خاص فى فترة كانت الحكومات منخرطة في الإنعاش الاقتصادي للتصدى للأزمة المالية 2007-2009، وأزمة «كورونا»، وكانت البنوك المركزية تطبع النقود بنشاط.

وتكون الجاذبية أكبر عندما تكون العوائد على الأوراق المالية الممتازة المرتبطة بالمؤشر، وهى وسيلة تحوط ضد التضخم أقل مضاربة، سلبية وتضمن خسارة للمستثمرين إذا اُحتفظ بها حتى تاريخ الاستحقاق، كما أن المنطق نفسه ينطبق على «بيتكوين»، كما يدعى هواة العملات الرقمية.

وتوجد سمة مالية مشتركة بين هذين الأصلين هى أن تكلفة الفرصة الضائعة للاحتفاظ بهما – أى الدخل الذى يتخلى المستثمرون عنه بعدم الاحتفاظ بأصول مدرة للدخل – تنخفض عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة أو سلبية.

وبدأت «بيتكوين» خلال الأزمة المالية عندما فقدت الأصول التقليدية بريقها فى الانهيار.

وقدمت برامج شراء الأصول لدى البنوك المركزية، المعروفة بالتسهيل الكمى، معدلات فائدة منخفضة للغاية أو سلبية، ما أدى إلى نمو كبير فى الأصول الرقمية من لا شىء إلى قيمة سوقية تقارب 3 تريليونات دولار فى نوفمبر 2021، حسبما يقول صندوق النقد الدولي، وهذا يمثل نحو 1% من الأصول المالية العالمية في بيانات بنك إنجلترا.

واعتقد كثير من المستثمرين أنه مع ارتفاع التضخم، ستفقد السندات وضع الأصول «الآمنة» باعتبارها تحوطاً ضد مخاطر الأسهم بينما توفر عملة «بيتكوين»، مثل الذهب، التنويع والتحوط ضد التضخم.

وهناك وجه تشابه آخر يكمن فى قدرة هذين الأصلين المتقلبين على إلحاق الضرر، فقد انخفضت القيمة السوقية لـ«بيتكوين» من ذروتها البالغة 3 تريليونات دولار فى نوفمبر من العام الماضى، إلى 2 تريليون دولار فى يناير من العام الجارى، ما يشير إلى خسارة رأسمالية غير عادية لحقت بالداعمين لها.

وفى حين أن مؤيدى الذهب يميلون إلى المجادلة بأن أى تقلب فى المعدن الثمين ليس مهماً؛ لأنه يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، رغم أن الواقع أكثر تعقيداً من ذلك.

يمكنك مشاركة العمل على