تراجعت القيمة السوقية للعملات الافتراضية يوم 10 نوفمبر 2021 من اعلى مستوياتها عند حوالي 3 تريليون دولار لتنخفض أدنى مستويات 2 تريليون دولار حتى وقت كتابة المقال.. وبالتأكيد فأن تراجع قيمة سوقية تقدر بتريليون دولار خلال حوالي 3 شهور فقط هي بمثابة ازمة كبيرة لمجال الكريبتو .. ويجعلنا هنا نتوقف ونتساءل هل انتهى الهبوط بعد وهل هذا الهبوط فرصة للشراء من أسعار متدنية.. أم المزيد من الهبوط قادم.
كبار المحللين يقولون : سيعود سعر BTC إلى أعلى مستوياته على الإطلاق إذا تحقق هذا الشرط
ما هي الأهداف القادمة لعملة vet الرقمية؟
ماذا قال مؤسس كاردانو عن Web3 في مؤتمر Binance Blockchain بدبي
بعد الإرتفاع الجنوني.... تعرف على عملة Zil ومشروعها
أقوى من الكبار،،،، إنفجار ثلاث عملات رقمية ذات رؤوس أموال منخفضة في يوم واحد فقط
قريباً،،،.. Coinbase على موعد من شراء أكبر بورصة تشفير في البرازيل
أكبر شركة عقارات خليجية تقبل البيتكوين والإيثريوم كوسيلة للدفع
"متحف الحرب" من مجموعة NFT لدعم اوكرانيا
كوين ماركيت كاب
فوفقا لتحليلي بالأرقام والاثباتات الاقتصادية فأتوقع أن عام 2022 سنشهد مزيد من الهبوط للقيمة السوقية للعملات الافتراضية وأتوقع حسب هذه البيانات أن نرى البيتكوين عند 30 ألف ومن الطبيعي ان نرى تصحيحات لأعلى خلال الفترة القادمة ولكن مع كل قرار برفع الفائدة الامريكية سنرى هبوط للعملات الافتراضية. ودعوني أوضح لحضراتكم أسباب تحليلي بالنقاط ثم بالتفصيل:
1- وجود بديل استثماري أكثر أمانا وهو أسعار الفائدة التي بدأت دول في رفعها ومنتظر رفع الفائدة 3 مرات في الولايات المتحدة الامريكية.
2- ارتفاع التضخم حول العالم بالتالي سيجعل البنوك المركزية أكثر تشديدا للسياسة النقدية وأقل طباعة للأموال.
3- رجوع النشاط الاستثماري للمشروعات حول العالم متمثلا في زيادة الناتج المحلي الاجمالي للدول وتراجع معدلات البطالة واعانات البطالة في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.
4- تراجع الثقة بحيتان السوق والمؤثرين بمجال الكريبتو مثل ايلون ماسك ورئيس السلفادور وجاك دورسي وغيرهم.
5- تراخيص الدول لمجال الكريبتو.
والآن دعونا نتحدث بالتفاصيل فأول نقطة وهي أسعار الفائدة.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي
توقع اعضاء الفيدرالي الأمريكي في اجتماعهم الاخير هذا الأسبوع بأن الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة ثلاث مرات هذا العام ومن المحتمل أن يكون بداية رفع الفائدة في مارس القادم.. بالإضافة أن هناك عدة بنوك مركزية اتخذت بالفعل قرار رفع الفائدة مثل بنك انجلترا في ديسمبر الماضي بالإضافة للبنك المركزي البولندي والذي رفع معدل الفائدة 50 نقطة أساس ليصل إلى نسبة 2.25% بالإضافة للمجر والتي رفعت سعر الفائدة للمرة السابعة في 7 أسابيع لتصل الى 4% بالإضافة البنك المركزي التشيكي والذي رفع سعر الفائدة القياسي بنقطة مئوية كاملة ليصل إلى 3.75%.
بالتالي فان من الواضح أن عام 2022 سيكون هو عام (ارتفاع أسعار الفائدة) وهذا سينعكس على مجال الكريبتو بالسلب لأن ببساطة سيكون هناك بديل استثماري هو الأكثر أمانا وهو أسعار الفائدة للبنوك بالتالي ستبدأ الصناديق الاستثمارية في بيع جزء من العملات الافتراضية لاستثمارها في أسعار الفائدة بالإضافة أن حتى صغار المستثمرين سيفكر جديا في سحب امواله من العملات الافتراضية لوضعها في بديل أكثر أمانا واستقرارا وهو الفائدة.
وما يؤكد كلامي ان بمجرد إعلان الفيدرالي الأمريكي انه يتوقع رفع الفائدة في 2022 رأينا بعدها مباشرة هبوط للعملات الافتراضية وتراجع البيتكوين لمستويات 41 ألف دولار والايثريوم لـ 3 آلاف دولار.
بالتالي ذلك يعني أن في حالة تنفيذ قرار رفع الفائدة الامريكية سنرى مزيد من الهبوط للعملات الافتراضية، خاصة متعارف عليه ان اغلب البنوك المركزية حول العالم ينتظر رفع الفائدة الامريكية لكي تقوم بالمثل.
رسم بياني للعملات الرقمية
أحد أهم أسباب ارتفاع القيمة السوقية للعملات الافتراضية يرجع لزيادة الدول من طباعة الأموال للحد من التداعيات الاقتصادية بعام 2020 عام الكورونا الأصعب.. بالتالي جزء كبير من هذه الأموال تم ضخها للاستثمار في العملات الافتراضية والاسهم الامريكية
بالتالي إذا حدث العكس وتم وقف طباعة الأموال أو على الأقل خفض وتيرة الطباعة، بالتالي هذا معناه ان العملات الافتراضية بالإضافة للأسهم الأمريكية سيكونون الضحايا في 2022.
وهذا ما أكده بالفيدرالي الأمريكي الأربعاء الماضي بأنه سيقوم بتسريع وتيرة خفض برنامج مشتريات السندات وأنه سينتهي تماما منها في مارس القادم..
كما أن دول العالم بالكامل تعيش حالة تضخمية هي الأسوأ في تاريخها حيث تشهد أسعار السلع والخدمات ارتفاع مستمر، وبالأمس جاءت بيانات التضخم في الاتحاد الأوروبي لتسجل 5% وهي الأسوأ منذ 25 عاما.. وأحد أسباب ارتفاع التضخم في دول الاتحاد الأوربي بل وفي العالم بالكامل هي زيادة طباعة الأموال.. بالتالي من المحتمل ان يكون عام 2022 توقف او خفض لطباعة الاموال بهدف كبح جماح التضخم العالمي.
وإذا ربطنا رفع سعر الفائدة في النقطة السابقة بخفض طباعة الأموال حول العالم.
فهذا معناه اننا امام عام صعب على العملات الافتراضية لأنها ستفقد ميزتين كانوا سبب في ارتفاعها العامين السابقين.
رسم توضيحي
وحسب تحليلي لسوق الكريبتو فهو سوق ينتعش وقت الأزمات. فبداية نشأة البيتكوين كانت في 2008 لعملة البيتكوين وهو عام الازمة المالية العالمية.. أما توقيت ارتفاع شهرة عالم الكريبتو والارتفاعات الجنونية للعملات الافتراضية فجاء في عام 2020 وهو أزمة كورونا.
والفكرة في ذلك في رأيي أن وقت الازمات تزيد معدلات البطالة وينخفض الناتج المحلي الإجمالي للدول بسبب أن الكثير من المشروعات تم اغلاقها او تعطيلها.. وبالتالي يبدأ هنا البشر في البحث عن بدائل لأعمالهم وحماية ثرواتهم من التآكل.. وذلك يعني أن في وقت كورونا والعالم كله في إغلاق تام كان أسرع وأسهل استثمار هو الأون لاين من المنزل وكانت هنا طفرة العملات الافتراضية خاصة في ظل دخول مجال الكريبتو مؤثرين من أمثال إيلون ماسك مما أعطى دفعة للمستثمرين حول العالم للاتجاه لهذا المجال.
ولكن ما يحدث الان فهو العكس فمعدلات البطالة في انخفاض كبير ففي الولايات المتحدة الأمريكية انخفضت معدلات البطالة من مستويات 14.7% في مايو 2020 إلى 3.9% في آخر بيانات لها.
بالتالي ذلك يعني أن العملات الافتراضية فقدت أحد أهم أسباب ارتفاعها ..فعودة المواطنين لأعمالهم التقليدية وحياتهم الطبيعية ستجعلهم يعيدون تفكيرهم مرة أخرى في الاستثمار في العملات الافتراضية والبحث عن بدائل أكثر أمانا وأقل مخاطرة.
تغريدة إيلون ماسك لدوجكوين
وبالتأكيد فإن إيلون ماسك الأب الروحي لعملة الدوج كوين كان من أهم المؤثرين في الشهرة الواسعة في مجال الكريبتو.. ولكن في نفس التوقيت هو يعتبر أحد أهم الأسباب في تراجع العملات الرقمية.. لأنه كان سبب في اهتزاز ثقة المستثمرين بمجال الكريبتو والذين أغلبهم دخل هذا المجال بناء على نصائح كبار المستثمرين امثال ايلون ماسك والذي غرد أكثر من مرة أن الدوجي كوين سيذهب للقمر وسيحل محل الدولار الأمريكي وأنه سيتجه لقيمة 1 دولار.. بالإضافة انه غرد كثيرا عن الشيبا كوين وفي النهاية مازالت تتراجع الآن العملتين بشراسة فتراجعت عملة الدوجي كوين من 68 سنت إلى 15 سنت بالإضافة إلى تراجع شيبا كوين من 00008. الي 00029. ... ولا ننسى دعمه الكبير في البداية للبيتكوين وأن شركته تسلا (NASDAQ:TSLA) ستقبل الدفع بالبيتكوين ثم تراجعه فجأة عن هذا القرار بحجة أن تعدين البيتكوين مضر للبيئة.
بالإضافة أن الكثير من البنوك الكبرى والمؤثرين حول العالم كانوا يغردون ويكتبون بكل صفحات السوشيال ميديا وحتى القنوات التلفزيونية بان هدف البيتكوين 100 ألف دولار في عام 2021... ونحن الآن في عام 2022 والبيتكوين يحتفل بعامه الثالث عشر بتراجع إلى مستويات 40 ألف دولار.
بالتالي فمن الواضح أن هناك فقدان للثقة بين المستثمرين حول العالم والمؤثرين في مجال الكريبتو والذين يعتبرون هم وقود هذا المجال.. فحتى تغريداتهم أصبحت غير مؤثرة مثل العام الماضي وأكبر دليل هو تغريدة رئيس السلفادور في بداية عام 2022 بأنه يرى البيتكوين سيذهب لـ 100 ألف دولار في عام 2022 بالإضافة لأخبار سارة قادمة اخرى.. فتغريدة مثل هذه العام الماضي كانت بمثابة وقود سريع الاشتعال وكافية أنها تصعد بالبيتكوين 10% على الأقل في نفس يوم التغريدة ولكن ما يحدث أمامنا الآن هو العكس.
بالتالي فغياب ثقة المستثمرين بالمؤثرين في الكريبتو هي أحد أسباب رؤيتي بأن مازلنا سنرى مزيدا من الضغوط على العملات الافتراضية هذا العام.
الرسم البياني لعملة بتكوين
وأخيرا التراخيص فالكثير يعتقد أن تراخيص الدول للعملات الافتراضية سيمنحها دفعة للصعود ولكن في رأيي العكس لأن تراخيص الدول للعملات الافتراضية سيمنحها مزيدا من الرقابة عليها وهو ضد فكرة ومبدأ العملات الافتراضية التي تعتمد في الأساس على اللامركزية فحيتان الكريبتوا دخلوا بأموالهم في هذا المجال ليكونوا بعيدين عن أعين الرقابة. وتأكيد على كلامي فبعد إعلان دبي أنها ستعتمد تحويل مركز دبي التجاري العالمي لمنطقة متكاملة تدعم تنظيم الأصول الافتراضية والمشفرة في يوم 20 ديسمبر 2021 فجاء بعد هذا الخبر بيوم فقط خبر توقيع منصة تداول العملات المشفرة Binance اتفاق تعاون مع مركز دبي التجاري العالمي.
وبالفعل ارتفع البيتكوين بعد هذا الخبر لمستويات 51 ألف دولار ولكن بعد امتصاص الأسواق للخبر تراجع لمستويات 41 ألف دولار وهذا ما أكدته مرار وتكرار في تحليلي لسوق الكريبتو .. بالتالي أرى أن مزيد من التراخيص للدول يعني رقابة اكثر بالتالي تراجع للعملات الافتراضية.
الرسم البياني
والجدير بالذكر ان الكثير يتحدث ان سبب تراجع البيتكوين والعملات الافتراضية هو وقف الكهرباء والانترنت في كازاخستان والتي تعتبر أكبر ثاني دولة في العالم في تعدين البيتكوين .. ولكن البيانات توضح أمامنا عكس ذلك فأولا هبوط البيتكوين بدأ من قبل مظاهرات كازاخستان بأيام ثانيا والاهم ان Hash Rate للبيتكوين لم يتضرر كثيرا وسرعان ما رجع لأعلى مستوياته بالتالي ذلك يؤكد ان كازخستان ليست السبب الرئيسي في تراجع البيتكوين والعملات الافتراضية.
واؤكد ان تحليلي ورؤيتي لا تعني أني أتحدث عن نهاية العملات الافتراضية لأنها بالفعل اصبحت امر واقع ومستمرة خاصة أنها ذات تكنولوجيا قوية اضافت الكثير للعالم وما زلنا سنرى مزيد من التطوير الفترة القادمة.. ولكني أوضح لحضراتكم بالبيانات والأرقام المثبتة الحقائق وتوقعاتي بأن عام 2022 سيكون عام الفائدة وليس الكريبتو ولا الأسهم الأمريكية وفي حالة تراجع الفيدرالي الأمريكي عن قراره برفع الفائدة هنا سنرى العكس وسنرى ارتفاع للعملات الافتراضية والقرار الأخير لكم في استثماراتكم
أحمد معطي
يمكنك مشاركة العمل على