لماذا نحتاج الرموز غير القابلة للاستبدال العابرة للسلاسل في نظام إيكولوجي متعدد السلاسل؟

  • أخبار

  • I
  • I

تُعَدُّ الرموز غير القابلة للاستبدال NFT، العابرة للسلاسل، من الاشتراطات الأساسية لازدهار النظام الإيكولوجي متعدد السلاسل وتطور عالم التشفير.

ولدينا الكثير مما يجب أن يقال حول الكيانات المركزية غير الشفافة، في ظل الأحداث الأخيرة، إذ ضربتنا كارثة تلو الأخرى على مدار عام 2022، وكانت آخرها كارثة انهيار منصة إف تي إكس FTX. وبدأت ثقة الناس في الأصول المشفرة تتراجع بينما يبحثون عن علاج.

هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق

"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"

‏Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"

انخفاض أسهم شركات التعدين مع اقتراب حدث تخفيض قيمة البيتكوين إلى النصف

تقلبات حادة في سوق العملات الرقمية: بين التحليل الفني و التحليل الاساسي

‏Worldcoin يثير جدلاً واسعًا لجمعه بيانات قزحية العين مقابل العملة المشفرة

توجه صيني لزيادة الاستثمار في البيتكوين

بيع الولايات المتحدة للبيتكوين يثير قلق المستثمرين

وفي خضم هذه الفوضى، يوجد قطاعٌ يشهد زخماً هائلاً، وهو قطاع الرموز غير القابلة للاستبدال. ولا يقتصر الأمر هنا على ثقة عمالقة الأصول المشفرة مثل بينانس Binance، بل يشهد التبني في الحياة الواقعية تسارعاً كبيراً أيضاً. 

وانضمت علامات فاخرة مثل غوتشي، وشخصيات رياضية مثل كريستيانو رونالدو، وحتى منصات الشبكات الاجتماعية مثل ريديت وتويتر إلى عالم الرموز غير القابلة للاستبدال بسرعةٍ كبيرة.

لكن المشكلة تكمُن في أن الرموز غير القابلة للاستبدال تظل معزولةً داخل نطاق شبكات بلوكتشين معينة، بينما نعيش نحن في نظامٍ إيكولوجي متعدد السلاسل. ولهذا نحتاج إلى الحديث عن الرموز غير القابلة للاستبدال العابرة للسلاسل، بحسب ما ذكره موقع Crypto News.

النظام الإيكولوجي متعدد السلاسل يضم عالم التشفير الكثير من شبكات بلوكتشين الطبقة الأولى.

وجرى تصميم بعض تلك الشبكات لتكون عامة الغرض، بينما بُنِيَت شبكات أخرى لتكون أكثر تخصصاً، ولم يتحدد الفائز النهائي من بين الشبكات نظراً لتفاوتها على صعيد قابلية التوسع، والإنتاجية، والأمان.

ولهذا لن نعثر على سلسلةٍ فائزة واحدة في قمة الهرم، بل ستظل هناك مشروعات مختلفة لجذب المستخدمين ذوي الاحتياجات المحددة.

ونظراً لهذه الاختلافات، يتوزّع المستخدمون والمطورون وبروتوكولات الجيل الثالث للويب بين السلاسل، ليشكلوا معاً عدة شبكات مفككة.

وتأتي هذه الفكرة مصحوبةً بمشكلة العزلة والسيولة المجزأة، وشهدنا حلاً جزئياً لهذه العقبة بفضل الجسور العابرة للسلاسل، التي تسمح لك بتأمين أصولك على إحدى الشبكات، ثم سحبها على شبكةٍ أخرى.

لكن تجزئة الرموز القابلة للاستبدال مثل الإيثريوم (ETH)، وأفالانش (AVAX) لن تكون العامل الوحيد الذي يُقيِّد المستخدمين، ويمنعهم من الوصول إلى الأنظمة الأخرى، في عالمٍ متعدد السلاسل.

وتتمتع الرموز غير القابلة للاستبدال بعدة حالات استخدام مبتكرة، بفضل خواصها القابلة للتحقق والتي لا تحتاج للثقة، لكن الهوية الرقمية تُعَدُّ واحدة من حالات الاستخدام التي تمثل التطور الطبيعي لمجتمعات الجيل الثالث للويب.

الهويات الرقمية اعتدنا جميعاً رسم صورةٍ خارجية لأنفسنا على الإنترنت.

ولا شك أن هناك تفسيراً جيداً للأمر، حيث نحرز التقدم في عالمٍ متزايد الرقمنة، وننقل شخصياتنا في الحياة الواقعية ببطء إلى عالم الإنترنت، ولنفكر في الشبكات الاجتماعية على سبيل المثال، حيث نقدم صورةً عن أنفسنا في مختلف المنصات مثل تويتر وإنستغرام ولينكد إن.

ويمكن القول إن هويتك الرقمية تلك تمثل شخصيتك في الحياة الواقعية داخل بيئةٍ رقمية.

وتهمنا هويتنا الرقمية، لأنها كانت الوسيلة الوحيدة للتفاعل مع الآخرين أثناء فترة تفشي كوفيد.

ويمكننا النظر إلى جنون الرموز غير القابلة للاستبدال في العام الماضي مثلاً، عندما كان الناس -ولا يزالون- مستعدين لدفع آلاف الدولارات مقابل صورة ملف شخصي فريدة تمثلهم وحدهم. ولا شك أن شخصيات الأفاتار في العالم الرقمي تمثل وجوهنا في الأساس.

ولهذا يحب الناس شراء الملابس في ألعاب الفيديو، وقضاء مئات الساعات في ضخ المحتوى على الشبكات الاجتماعية، من أجل رسم صورتهم الخاصة التي سيراها الناس.

وتتمتع الشبكات الاجتماعية بشعبيةٍ كبيرة للسبب نفسه، إذ تسمح لك بصياغة شخصيةٍ فريدة لنفسك على الإنترنت.

لكننا نعاني مشكلة مع الهوية الرقمية في وضعها الحالي على الشبكات الاجتماعية، حيث يمكن محو هويتك الرقمية في أي لحظة، ليختفي معها المحتوى الذي نشرته وتفاعلت معه، بالإضافة إلى جهات اتصالك.

وهنا يأتي دور الرموز غير القابلة للاستبدال، التي يمكن استخدامها لتخزين ونقل جميع جوانب هويتك الرقمية.

ويريد كل منا امتلاك هويته الخاصة، وهو أمرٌ ليس ممكناً على الشبكات الاجتماعية بشكل تطبيقاتها الحالية.

لكن ظهور الجيل الثالث للويب سيجعلنا نُحوّل الإنترنت ببطء إلى مكان تسود فيه معايير مثل عدم الحاجة للثقة وملكية المستخدم.

سر الحاجة إلى الرموز غير القابلة للاستبدال العابرة للسلاسل إذا كانت هويتك الرقمية عبارةً عن رمز غير قابل للاستبدال، فيجب أن تكون حيادية السلاسل.

حيث ستفضل اصطحابها معك أينما ذهبت، كما هو حال شخصيتك في الحياة الواقعية.

ولن تنجح هذه الفكرة إذا كنت مقيداً بشبكة بلوكتشين منفردة، إذ ستصبح جميع المجتمعات، والتطبيقات اللامركزية، والألعاب متناثرةً بطول النظام الإيكولوجي الأوسع الذي يضم عدة شبكات بلوكتشين.

ولهذا يُعتبر التشغيل المتوافق شرطاً أساسياً ليكون النظام متعدد السلاسل شاملاً بما يكفي.

ولنفكر في مثال الميتافيرس، الذي يمثل عالماً افتراضياً يُمكن للجميع الوصول إليه، وستمثل الرموز غير القابلة للاستبدال رابطاً أساسياً لربط الجيل الثالث للويب والميتافيرس معاً، حتى تسمح للناس بنقل وتداول واستخدام أشياء مثل شخصيات الأفاتار، والأغراض، والأراضي.

وبعيداً عن الهوية الرقمية، تستطيع التعامل مع الرموز غير القابلة للاستبدال كمخزن للقيمة وربما ترغب في نقلها إلى سلسلةٍ أخرى، ما سيعزز الحاجة إلى البنية التحتية العابرة للسلاسل.

ولا شك أن البنية التحتية القابلة للتشغيل المتوافق ستمثل دعامةً أساسية لازدهار الميتافيرس، ومن دونها سنحصل على مجتمعات منغلقة كما هو الوضع اليوم.

يمكنك مشاركة العمل على