يتوقع غالبية مديري الاستثمارات والمصارف الكبرى أن تنتعش سوق العملات المشفرة خلال عام 2023، وذلك بعد العام العصيب الذي شهد هبوط عملة البيتكوين (BTC) بنحو 75% من أعلى مستوياتها المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وجاء انهيار منصة إف تي إكس FTX ليؤكد الحاجة إلى المزيد من التنظيم في هذا القطاع عالي المضاربية، بحسب وكالة Reuters البريطانية.
العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال
مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي
Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop
المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي
منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية
هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق
"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"
Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"
ومن المتوقع أن تأتي مرحلة النمو التالية مدفوعةً بجهود شبكة الإيثريوم Ethereum وغيرها من المشروعات التي لها وظائفها وفوائدها في العالم الواقعي.
وربما تختبر عملة البيتكوين القاع المحتمل عند مستوى 10.000 إلى 12.000 دولار، لكنها تستطيع استرداد مستوى الـ30.000 دولار خلال النصف الثاني من 2023 وفقاً لماثيو سيغيل، رئيس أبحاث الأصول الرقمية في VanEck. يُذكر أن عملة البيتكوين سجلت أعلى مستوياتها عند 69.000 دولار في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.
وإليكم في ما يلي مجموعة من تصريحات المديرين الماليين والمصارف.
ماريون لابور، المحلل الباحث في دويتشه بنك “عانى المستثمرون من خسائر كبيرة، لكننا نعتقد أن السوق الهبوطية الثانية الجارية ستكون محصلتها إيجابية. إذ إن انهيار إف تي إكس سيقرب منظومة الأصول المشفرة إلى قطاع التمويل القائم أكثر. وسلط انهيار إف تي إكس الضوء على المشكلات الهيكلية المعروفة في منظومة التشفير، ومنها: عدم كفاية الاحتياطيات، وتضارب المصالح، وانعدام التنظيم والشفافية، وعدم موثوقية البيانات. وأصبح تركيز السوق داخل منصات تداول العملات أكبر من أي وقتٍ مضى، وتُعتبر بينانس Binance هي أكبر الفائزين في هذا المجال. ولا تهدد الأصول المشفرة بنقل العدوى المنهجية إلى الأصول التقليدية حتى الآن”.
مصرف جي بي مورغان قال محللو المصرف في مذكرة لهم مطلع ديسمبر/كانون الأول: “نعتقد أن اندماج الإيثريوم وطفرة الإيثريوم سيصبحان من أكبر العوامل التي تُوسِّع حالات استخدام البلوكتشين إلى مناطق جديدة، مثل الخدمات المالية”.
ويُعَدُّ اندماج الإيثريوم بمثابة ترقية برمجية كبيرة لشبكة البلوكتشين، وجرى إطلاق تلك الترقية في سبتمبر/أيلول لتُقلّل استهلاك الشبكة للطاقة بنسبة 99.95% حسب المطورين. أما ترقية الطفرة المنتظرة، فستشهد تقليل التكاليف لزيادة سلامة شبكة الإيثريوم ومعالجة المعاملات بسرعةٍ أكبر.
“لا نزال نرى في طفرة الإيثريوم محفزاً لتطوير أسواق العملات المشفرة، ومن المتوقع إطلاق الترقية خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر و12 شهراً على الأقل”.
بنك أمريكا قال محللو المصرف في مذكرة لهم: “هناك حاجة ملحة للتنظيم. وربما تُفسح تلك الحاجة المجال أمام مشاركةٍ مؤسسية أكبر، وتُحوِّل التركيز ورؤوس الأموال من التداول المضاربي إلى المشروعات ذات الوظائف الحقيقية على أرض الواقع. فضلاً عن الاتجاه إلى الشركات التي لديها خارطة طريق للربحية، مما قد يُسرّع عملية نضج الصناعة. ونرى أننا لا نزال في الأدوار الأولى من التغيير الضخم الذي ستشهده التطبيقات على مدار الـ30 عاماً المقبلة”.
غولدمان ساكس قال اقتصاديو المصرف في مذكرةٍ لهم: “يبدو أن أزمة إف تي إكس بلغت ذروتها. كما أن استجابات التعدين غير المتكافئة للأسعار ربما تُسفر عن إضعاف رياح السوق المعاكسة، التي أصبحت أقل حساسية للهبوط وأكثر حساسية للصعود. حيث أظهر تعدين العملات المشفرة علاقة بنسبة 1 إلى 1 بين السعر والطاقة، وذلك منذ بداية حملة الصين ضد التعدين وانهيارات الأسعار المتعددة في عام 2022. ومع إضافة اندماج الإيثريوم إلى المعادلة، سنجد أن هذه المرونة تنكمش أثناء الهبوط وتتوسّع عند الصعود. حيث انتعش السعر بنسبة 6% مؤخراً في مطلع سبتمبر/أيلول، متبوعاً بانتعاشة الطلب على الطاقة اللازمة للبيتكوين بنسبة 19% في مطلع أكتوبر/تشرين الأول (1 إلى 3). ويعتبر تاريخ التشفير أقصر من أن نستطيع التحقق من هذا التغيير، لكننا ربما نشهد وجود نوع من الحصانة ضد انهيار الأسعار الحالي في خضم أزمة إف تي إكس، وضد التدقيق المحتمل الأكثر صرامة من الجهات التنظيمية في الأشهر المقبلة”.
يو بي إس قال الخبراء الاستراتيجيون في مذكرةٍ لهم: “يبدو أن أحجام العقود الآجلة والطلبات المفتوحة على عملتي البيتكوين والإيثريوم بدأت تستقر الآن. ويتصادف ذلك مع عودة التقلبات التقديرية إلى نفس مستويات التقلبات المحققة. ويتجلى هذا التطبيع في حقيقة أن التدفقات الخارجية من منصات التداول المركزية بدأت تخف. واستردت عملة الرابد بيتكوين (wBTC) الكثير من قيمتها التي خسرتها في الهبوط، لتتوسع بنسبة 1.5%”.
لكن مصرف يو بي إس كان متشائماً في ما يتعلق بالمستقبل القريب: “أصبح تنظيم الصناعة وشيكاً لدرجة أننا لا نلاحظ أي محفزٍ لانتعاشة قوية على المدى القريب”.
ماثيو سيغيل، رئيس أبحاث الأصول الرقمية في شركة VANECK “أصبح تعدين البيتكوين غير مربح بدرجةٍ كبيرة، نظراً لارتفاع أسعار الكهرباء مؤخراً وانخفاض سعر البيتكوين. لهذا نتوقع إعادة هيكلة العديد من شركات التعدين أو اندماجها معاً بحثاً عن رؤوس أموال جديدة”.
وأردف أن نهاية الحرب في أوكرانيا ربما تعكس مسار بعض السياسات التي تستهدف وقف التضخم، مما قد يجعل تعدين البيتكوين مقبولاً أكثر من الناحية السياسية.
“وستستخدم الشركات تقنية البلوكتشين لتبسيط الحيازة والتسويات، مع تقليل التكلفة على العملاء. ونتوقع خروج شبكات الإيثريوم، وبوليغون Polygon، وأفالانش Avalanche، وبولكادوت Polkadot، وكوزموس Cosmos كفائزين في المرحلة المقبلة. بينما تشهد أمريكا اللاتينية أسرع معدلات التبني للعملات المشفرة والمستقرة في العالم، نتيجة التضخم المستمر وسكانها من الشباب. وربما تبدأ عملية ترميز الديون السيادية (تحويلها إلى رموز مشفرة) في البرازيل أولاً. كما ستعزز منصة تويتر معروضات الدفع الخاصة بها باستخدام تراخيص الأموال الحكومية، لتتنافس بشكلٍ مباشر مع تطبيقات مثل Venmo وCash App، ومن المحتمل أن تدمج عملةً مشفرة في نظامها أيضاً”.
إيريك روبرتسون، رئيس الأبحاث العالمي في ستاندرد تشارترد توقع مصرف ستاندرد تشارترد أن تنهار عملة البيتكوين إلى مستوى الـ5.000 دولار في حال انتشار الانهيار الحالي، وذلك ضمن السيناريو العالمي “الصادم” من المصرف لعام 2023.
توم نوروود، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في LOOP MARKETS “سيواصل الطلب على البيتكوين نموه بغض النظر عن أوضاع السوق. إذ تظل البيتكوين أفضل من غالبية العملات، لأن لديها فرصة في الصعود بنهاية المطاف، بينما ستواصل غالبية العملات نزيف القيمة بمرور الوقت”.
وتوقع نوروود أن تسترد سوق التشفير عافيتها في غضون ستة أشهر: “أعتقد أن ذلك سيحدث في العالم الواقعي، من خلال تبني المستخدمين الأفراد، الذين يريدون التخلص من عملاتهم النقدية المحلية، وليس شراء العملات المشفرة الجديدة للمقامرة على ارتفاع سعرها”.
يمكنك مشاركة العمل على