هل ما حصل مع FTX جريمة أو خطأ غيرمقصود؟

  • أخبار

  • I
  • I

الفترة الزمنية التي تلت إنهيار منصة تداول العملات الرقمية “FTX” والتي سقطت خلالها أسطورة ثاني أكبر منصة تداول للعملات الرقمية، فقد فشلت أغلب المؤسسات الإخبارية ذات الشأن في تقدير تلك الحالة والتعبير عنها بشكل دقيق ومنها (نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال) واللتان حاولتا التقليل من شأن الحقائق  بتوجيه وبشكل يخدم “سام بانكمان فرايد”.

إن السيناريو التي مرت به منصة FTX و Alameda Research تمثل مجموعة متنوعة من الإحتيال المقصود والذي كان هدفه سرقة الأموال من المستخدمين والمستثمرين، والأمرنفسه الذي عرض المقابلة الأخيرة لصحيفة “نيويورك تايمز” للسخرية على نطاق كبير لأنها ظهرت وكأنها تؤطر إنهيار “FTX” نتيجة لسوء الإدارة وليس بسبب إرتكابها مخالفات كبيرة.

العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال

مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي

‏ Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop

المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي

‏منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية

هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق

"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"

‏Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"

وفي نفس السياق ظهرت الحسرة بين السطور لــ مقال في “وول ستريت جورنال” عن فقدان التبرعات الخيرية من منصة “FTX” وذلك التلميح يدعم الموقف الخيري الإستراتيجي للمتهم الأكبر بقضية الإنهيار “سام بانكمان فرايد”

ويمكن إضافة موقف ” ماثيو إيغليسياس” الشريك المؤسس لشركة “Vox” والذي كان يبدي مساعدته للديمقراطيين في انتخابات 2020 من خلال أموال “سام بانكمان فرايد” متجنبا بشكل كبير ومقصود إحتمال إختلاس أموال المنصة.

والأمر الأكثر خطورة هو أن العديد من المنابر الإعلامية وصفت ماحدث لـ “FTX” بأنه “تهافت على الودائع” بينما أصر “سام بانكمان فرايد” مرارا وتكرارا على أن الشركة كانت ببساطة شديدة غير منظمة وقد وضعت نفسها تحت رحمة الإقراض و كلتا المحاولتين لتحجيم التداعيات تحجب القضية الأساسية وهي ” إساءة إستخدام أموال العملاء”.

والجدير بالذكر بأن البنوك تتأثر بشكل كبير من خلال “الهروب من البنوك” أو “التهافت على الودائع” لأنها تعمل بشكل أساسي على إقراض أموال العملاء لتوليد العوائد الأمر الذي قد يعرض البنوك لأزمة نقدية قصيرة الأجل إذا انسحب الجميع في نفس الوقت دون وجود أي مشكلة طويلة الأجل.

ولكن “FTX” ومنصات العملات المشفرة الأخرى ليست بنوك، ولاينبغي لهم أن يقومو بالإقراض على غرار البنوك وبالنتيجة حتى الزيادة الكبيرة في عمليات السحب لاينبغي أن تخلق ضغطا على السيولة في المنصة، في الوقت الذي وعدت به منصة “FTX” العملاء بأنها لن تقرض أو تستخدم العملات الرقمية التي وضعت في المنصة.

إن ماحدث فعليا هم أنه تم إرسال الأموال إلى شركة تجارية مرتبطة إرتباطا وثيقا مع “سام بانكمان فرايد” حيث يبدو أنهم قامو بمقامرة كبيرة والقيام بأكبر سرقة في التاريخ، فيما لم يحدد حتى اللحظة حجم الخسائر الإجمالية فقد يتأثر ما يصل إلى مليون عميل وفقا لوثيقة الإفلاس.

و في أقل من شهر كشف الإبلاغ وعملية الإفلاس عن قائمة مشبوهة من القرارات والممارسات الأخرى التي قد تعتبر إحتيالا ماليا وبدون مراعاة لأي قواعد تخص التشفير وبقدر ما مكنت من السرقة لممتلكات المواطنين الأمريكيين  فلا يزال من الممكن رفع دعاوى قضائية بشأن هذه الحيل في الولايات المتحدة الأمريكية.

الجرائم التي ارتكبتها  “FTX“ و “سام بانكمان فرايد” إن عملية الإحتيال هذة كانت تخفي علاقة عميقة جدا بين “FTX” و ” Alameda Research” لان المنصة كانت تجني الأموال من رسوم المعاملات على الأصول التي تخص المستخدمين وكانت ” Alameda Research” تسعى إلى الربح من التداول النشط أو استثمار الأموال التي تسيطر عليها.

وقد وصف “سام بانكمان فرايد” FTX و Alameda بأنهما كيانان “منفصلان تماما” ولتعزيز هذا الإنطباع تنحى من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة Alameda في عام 2019، لكن إتضح أنهما ظلتا مرتبطتين بشدة ولم يقتصر الأمر على أن المديرين التنفيذيين في Alameda و FTX يعملون من نفس البنتهاوس في جزر الباهاما ولكن كان “سام بانكمان فرايد” والرئيس التنفيذي لشركة Alameda Caroline Ellison مرتبطين عاطفيا.

خلال  أيام من ظهور علامات الضعف الأولى لـ FTX، أصبح من الواضح أن المنصة كانت تنقل أصول العملاء إلى Alameda لإستخدامها في أنشطة التداول والإقراض والإستثمار وفي تاريخ 12 نوفمبرقدمت وكالة رويترز تقريرا مفاده أنه تم إرسال ما يصل إلى 10 مليارات دولار من أموال المستخدمين من FTX إلى Alameda  وكان يعتقد أن ما لا يقل عن 2 مليار دولار من هذه الأموال قد إختفت بعد إرسالها إلى Alameda.

لا يزال من غير الواضح سبب إرسال هذه الأموال إلى Alameda، وقد أظهر التحليل على السلسلة أن معظم الحركات من FTX إلى Alameda حدثت في أواخر عام 2021، وكشفت إيداعات الإفلاس أن FTX و Alameda خسارتا 3.7 مليار دولار في عام 2021.

ربما يكون هذا هو الجزء الأكثر رعبا في مسيرة “سام بانكمان فرايد”  فقد خسرت شركاته مبالغ هائلة من المال قبل أن يبدأ سوق العملات الرقمية الهابطة في 2022 ربما كانوا يسرقون الأموال قبل فترة طويلة من أحداث  Terra و Three Arrows Capital التي أدت إلى إصابة العديد من لاعبي التشفير الآخرين بخسائر كبيرة.

يمكنك مشاركة العمل على