السلفادور تسعى للحصول على أموال من الصين بعد تراجع العملة المشفرة

  • أخبار

  • I
  • I

 

تسيطر الشكوك على المشهد العام في السلفادور حالياً، فبعد إعلان بورصة إف تي إكس FTX، إحدى أكبر منصات تبادل العملات المشفرة في العالم، تقديمها طلب الإفلاس، تسببت الأخبار في انخفاض حاد في سعر بيتكوين Bitcoin خلال الأيام القليلة الماضية، وأدت إلى تحول جميع الأنظار إلى السلفادور.

العملات الرقمية: بين سحر الأرباح وخُطر الاحتيال

مشروع العملة الرقمية القطرية : خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة القطاع المالي

‏ Mal.io تطلق المرحلة الثانية من برنامج Airdrop

المغرب يتجه نحو تبني "الدرهم الإلكتروني لتعزيز التحول الرقمي المالي

‏منصة Mal.io العربية تطلق عملتها الرقمية "Mal" وتعلن عن عملية Airdrop سخية

هبوط مفاجئ في ثقة المستهلك الأمريكي يهزّ الأسواق

"Web3: مستقبل واعد للشباب العرب وفرص لا حصر لها"

‏Mal.io تُرسّخ مفهوم التداول الآمن والمُجزٍ للعملات الرقمية عبر الـ "Spot"

 

حيث قام رئيس الدولة الأمريكية الوسطى، نجيب بوكيلي Nayib Bukele، بتقديم بيتكوين كمناقصة قانونية في عام 2021، واستثمر أيضاً جزءًا كبيراً من الاحتياطيات المالية للبلاد في هذه العملة المشفرة.

من جهته يقول المنسق القطري للسلفادور في معهد أمريكا الوسطى للدراسات المالية ريكاردو كاستانيدا Ricardo Castaneda:

“لسوء الحظ، في حال تم طلب معلومات حول مدى الاستثمارات في بيتكوين، فإن الإجابة هي إما أن هذه المعلومات غير موجودة أو أنها سرية”.

وأضاف كاستانيدا أنه لا يمكن حساب استثمارات السلفادور في بيتكوين، إلا باستخدام تغريدات الرئيس. حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات حوالي 120 مليون دولار (116 مليون يورو) بحسب ما نشره الرئيس بوكيلي.

وبعد الانخفاض العالمي لقيمة العملات المشفرة، وقلة الثقة في الأسواق الدولية، تواجه السلفادور صعوبات اقتصادية جديدة.

بدوره قال المدير التنفيذي لشركة ناشونال National وممثل مؤسسة التنمية والشفافية الدولية في السلفادور، روبرتو روبيو فابيان Roberto Rubio Fabian:

“عندما تشهد الأسواق الدولية مدى ارتفاع العجز المالي، وكيف لا يمكن سداد الإنفاق وكيف تتراكم الديون، فإنها ستكون أكثر حذراً، وستعتبرك عالي المخاطر”.

 

هذا وسيتعين على السلفادور في يناير/كانون الثاني، دفع 667 مليون يورو (691 مليون دولار) من الديون الدولية لاستهلاك السندات الدولية.

حيث قال نائب الرئيس فيليكس أولوا Felix Ulloa في مناسبة أقيمت مؤخراً في مدريد:

“لقد عرضت الصين شراء جميع ديوننا، لكننا بحاجة إلى أن نتعامل بحذر”.

تحالف اقتصادي جديد

على الرغم أن نظام شي جين بينغ Xi Jinping في بكين لم يؤكد الخبر، إلا أنه تم تأكيد المصلحة المشتركة للحكومتين السلفادورية والصينية، في فتح مفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة، ضمن حدث في سان سلفادور، جمع بين بوكيلي والسفير الصيني أوو جيان هونغ Ou Jianhong.

حيث كانت السلفادور تظهر علامات على متابعة علاقات أوثق مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خصوصاً بعد إنهاء العلاقات مع تايوان، الأمر الذي وفر بعض المزايا، ويقول روبيو فابيان:

“قامت الصين بتقديم ثلاثة تبرعات للسلفادور وهي: بناء مدينة ملاهي شاطئية، وملعب لم يتم بناؤه بعد، إضافة إلى مكتبة.

حيث تعمل هذه الاستثمارات على تحسين صورة الصين، وصورة بلدنا أيضاً”.

في السياق نفسه، أوضحت الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية ودراسات المناطق قي هامبورغ، ديزيريه ريدر Desiree Reder، أن الوضع الحالي للديمقراطية في السلفادور، يمنعها أيضاً من إقامة علاقات أوثق مع الدول التي تنتقد حكومة بوكيلي، مثل الولايات المتحدة.

لا شيء بالمجان

على الرغم من أن تحالف السلفادور مع الصين يمكن أن يكون بمثابة شريان حياة للاقتصاد السلفادوري، إلا إن الخبراء يجمعون على أن مثل هذه الاتفاقية، يمكن أن تنطوي أيضاً على مخاطر متعددة، حيث قال ريدر:

 “لا شيء بالمجان”.

“وقد تستفيد السلفادور ببعض الفوائد لبنيتها التحتية، وهو أمر نلاحظه بالفعل، لكن الصين تريد شيئاً في المقابل.

فربما يكون حقوق حصرية للأرباح التجارية، أو قد تطلب مشاريع معينة في مناطق محمية، أو قد تؤثر على بعض المجتمعات”.

كما يشكك كاستانيدا من معهد أمريكا الوسطى للدراسات المالية، فيما إذا كانت فكرة اتفاقية التجارة الحرة مع الصين قد تمثل صفقة جيدة للسلفادور، فهو بعتقد أن هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى سيتكبد خسائر فادحة.

علاوة على ذلك، يعتقد كاستانيدا أن الأمر كله يتعلق بالسياسة، حيث قال بأن الرئيس بوكيلي يريد إعادة انتخابه، وليس لديه عملياً أي حلفاء على المستوى الدولي، إضافة إلى حقيقة أن هناك الكثير من التوتر مع الولايات المتحدة.

 

أخيراً، يتساءل الخبراء عن مدى الاهتمام الحقيقي بالسلفادور، خاصة وأن مكانتها الاستراتيجية لا يمكن مقارنتها مع دول مثل البرازيل أو بنما.

فهم يشيرون إلى أن الصين عززت تدريجياً علاقاتها مع أمريكا اللاتينية، وكسرت اعتماد المنطقة على الولايات المتحدة الذي دام عقوداً من الزمن، وقد يكون هذا في الواقع أحد الدوافع الرئيسية للصين.

يمكنك مشاركة العمل على